09 - 05 - 2025

كلام والسلام | وديتوا الحمير فين؟

كلام والسلام | وديتوا الحمير فين؟

بمناسبة يوم الحمير العالمي.. خرج تصريح صادم للكثيرين، وأنا أولهم، عن تناقص أعداد الحمير في مصر من 3 ملايين وكام ألف حمار مابين حصاوى وجحش وحمال أسية، إلي مايقارب المليون حمار فقط لاغير!

وتساءل الحمير وأنا معهم: أين ذهبوا؟ والثابت أن معظم النافقين من الحمير، ذهبوا كأطباق شهية.. علي موائد محلات الكباب والكفتة والجزارين في طول مصر وعرضها، وخلي الفقير ياكل لحمة.

واحد تانى قالك .. بياخدوا من الحمير التي اختفت بفعل فاعل، الحليب الطبيعي، وهوغنيّ بخصائص علاجية ومغذية للبشرة، وغني بفيتامين هـ والأحماض الأمينية وفيتامينات أ، ب1، ب6، ج، د، هـ، وأوميجا 3 و6، ويحتوى على كميات كبيرة من الكالسيوم، وعلى دهون أقل بأربع مرات من حليب البقر. ويستخدم في تحضير مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة مثل الصابون واالمرطبات التي تحارب الشيخوخة. والمنتجات منتشرة في أوروبا وأمريكا وروسيا ودول آسيوية مثل اليابان والصين.

واحد تالت ذكر، أن هناك جلود الحمير التي تعني ثروة طائلة في الصين واليابان، حتى أن اليابان قدرت ثروة مصر من الحمير يوما ما بأكثر من مليار دولار وعرضت شراءها.. ويبدو أن الصفقة فشلت، ربما لأنها لم تكن مجدية لأصحاب الحمير، أو أن الحمير اعترضت عليها عملا بمقولة اللي تعرفه أحسن من اللي ماتعرفوش، والعشرة لاتهون إلا علي ولاد الحرام لا سمح الله.

ولكن الثابت أن أعداد حمير بلدنا، قد تناقصت خلال الأعوام الأخيرة بشكل ملحوظ، وان استمرت بنفس التناقص سنصبح ذات يوم  فلا نجد الحمير بيننا، ونحن الذين تعودنا العيش معهم جنبا إلي جنب، نستلهم منها الصبر علي البلاء وتحمل المشاق لحد ماتفرج.. وموت ياحمار.

والغريب أنه عملا بمقولة "اربط الحمار مطرح مايعوز صاحبه، وهى مقولة خادعة.. تحول الملايين منا إلى حمير بالثقافة والتعود.

فهناك من أصبح في الزمن المُختلف حماراً دون أن يدري، يمارس عادات وسلوك الحمار، يقفل فمه أمام العصا ويحمل أثقاله ويمضي مطأطيء الرأس بلا كلمة واحدة.

وهناك منها نوعان .. يختلفان مابين حمار عادى وحمار مخطط ، فالحمار الذى لا يخطط هو حمار عادى، والذى يخطط  حمار مخطط.

والغريب أن كثيرا من هؤلاء طريقهم سالك، يصعدون بسرعة لأرفع المناصب.. ويتمسكون بالكرسي اللاصق لعهود.

والخطير هنا.. أنه من الصعب إنزال الحميرالذين صعدوا لمكان غير مكانهم الطبيعي.

والقصة ليست عندنا فقط .. بل هي في العالم كله.

فبعض السياسيين يطلقون علي العالم كالحمير.. بلا رؤية ولامنطق، اللهم منطق القوة والجبروت والبلطجة، وهؤلاء هم الأولي الآن.. للاحتفال بهم في اليوم العالمي للحمير.

فالحمير يعيشون أكتر .. والعاقلون يموتون بحسرتهم غير مأسوف عليهم.
-----------------------------
بقلم: 
خالد حمزة
[email protected]


مقالات اخرى للكاتب

كلام والسلام | وديتوا الحمير فين؟